كان التدريب مفيدًا وعمليًّا بامتياز. فالمدرِّبة كاتبةٌ عالميَّةٌ محترِفة، والمنسِّقون مكرَّسون ومتفانون، والحضور بعض مشهورٌ والآخر موهوب. لقد كانت فرصةً نادرةً في مجتمعنا العربيّ  

  خبرتي هي فقط في الكتابة للمجلَّات المسيحيَّة، وكذلك إعداد البرامج في القنوات الفضائيَّة، لكنِّي وجدتُ في المبادرة روحًا طيِّبةً عند الجميع، وتواضعًا عند الأساتذة منهم. ذهبتُ وأنا أظنُّ أنَّ الكتابة قائمةٌ فقط على الموهبة، والمستوى الروحي للكاتب، لكنِّي اكتشفتُ ضرورة تحسين المكتوب ليوصل إلى القارئ أروع إحساس. وقد ودفَعَني ما تعلَّمتُه إلى إعادة صياغة كتابَين أعمل عليهما حاليًّا 

  ساعدني تدريب مبادرة الكتَّاب على إخراج مكنونات دفينة كان ينبغي أن تُبصر النور، لكنَّها احتاجت إلى تشجيع وتوجيه. تحوَّلت كتابتي من موهبةٍ وشغف، إلى خبرة عمليَّة اقترنَت بالوجدان، وتمكَّنت بالمهارة لتتوظَّف عمليًّا. أضرمت هذه الفرصة في داخلي شرارةً لابتداء رحلة جديدة. لربَّما بدت خطواتها الأولى متواضعة، لكنَّني أستطيع أن أرى حجمَ أثرها المستقبليّ 

  بدأت أحبُّ الكتابة منذ الطفولة، ورغبتُ دائمًا في صياغة مشاعري وأفكاري بكلمات. بدأتُ رحلة الكتابة في أثناء دراستي للَّاهوت، وقد ساعدَتْني مبادرة الكتَّاب على استكشاف أساليب الكتابة، وطرق الصياغة واستخدام الصور والإبداع في الكتابة. كان التدريب الحجرَ الذي شحذَ به الله كتابتي. وأنا مَدين بذلك 

  كنتُ أمتلك مهارات لم أكن أعرف كيفيَّة توظيفها بصورة صحيحة، مارست الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، إلى أن اشتركت في مبادرة الكتَّاب، فتعلَّمتُ كيفيَّة استخدام ما لديَّ من أدوات في مكانها الصحيح، وصار في صندوق أدواتي الكثير منها، وفهْمتُ مراحل إنتاج الكتاب، ومعرفة قدراتي واتِّجاهي. أنا الآن كاتبٌ لقصص الأطفال، ولديَّ أربعة قصص، مع مجموعةٍ من الكتب قيد الطباعة. البداية كانت من مبادرة الكتَّاب 

  في مبادرة الكتَّاب، تعلَّمتُ أدوات ساعدتني على تحسين الأسلوب الذي كنتُ أتَّبعه قبل حضور التدريب، كما أنَّ لقاء آخرين لديهم الفكر نفسه في تنمية كتابتهم ولَّد في داخلي شغفًا، وأعطاني شحنةً من التشجيع لأتابع الكتابة 

  لقد صنعت مبادرة الكتَّاب تغييرًا كبيرًا في تفكيري من جهة أهمِّيَّة الكتابة وتأثيرها، كما منحتني الخبرات الثريَّة والمتنوِّعة للمشاركين الآخرين آفاقًا جديدةً وإدراكًا أعمق 

  كانت مبادرة الكتَّاب لتعليم كتابة القصة صيف 2019م بابًا جَديدًا يُفتح للمُصالحة بين عناصر الكتابة وأدواتها التي كنت أعرفُها من قبل. فإذا إلى مَن يشعر بأنَّ الكَلمة المَكتوبة هي رسالته، فالفُرصة متاحة لفتح بابٍ جديد لتضعَ بقلمك رسالتك 

  مبادرة الكتَّاب هي عائلة يجمع أفرادَها حبُّهم للمسيح وشغفهم بالكتابة، وهي أيضًا ملتقى المواهب العربيَّة المسيحيَّة وخطوة أمل جادَّة نحو تحقيق الشباب العرب أحلامهم في مجال النشر المسيحيّ. من الرائع أن تتكاتف جهود دور نشر وهيئات مسيحيَّة عربيَّة وعالميَّة في سبيل دعمِ المواهب العربيَّة نحو نشرٍ مسيحيٍّ قيِّمٍ وراقٍ 

  كانت المبادرة تجربة غنيَّة، حصلتُ فيها على تدريبات مهمَّة، وسَّعت آفاقي، وجعلتني أنظر إلى القضايا من زوايا مختلفة. وقد ساعدَتنا على بناء شبكة طيبة من العلاقات مع إخوة واخوات أعزاء، صاروا جزءًا لا يتجزَّأُ من مصادري 

  لقد أثَّرت هذه المبادرة في توجُّهاتي الفكريَّة والثقافيَّة والأدبيَّة بصورة عميقة. وكانت البابَ الأرحبَ لولوجي عالم الكتابة المسيحيَّة بالعربيَّة. فقد عرَّفتني المبادرة إلى أعلام في المجال، ما أعادَ صياغة اهتماماتي في مجال الكتابة